تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
لكى يأخذ قسطا من الراحة ترقبا لمقابلة عمه ليلا لاتخاذ الخطوة التى ستغير حياة الجميع و تصبح نقطة تحول فى حياة كل منهم.
أما عند زينة...
كانت تجلس على أريكة غرفتها حزينة شاردة تفكر فى تحول يوسف معها بهذه الطريقة الغريبة تفكر كيف تستعيد اهتمامه بها مرة أخرى و بينما هى فى خضم شرودها رن هاتفها باسم على الرفاعى فتأففت و قالت أووف.. انا ناقصاك انت كمان... طب هقوله ايه دا بس..فتحت الخط و أجابته قائلة الو.. ازيك يا على باشا..
زينة أنا تمام يا باشا.
على ها مفيش جديد
زينة و لا قديم.
على بس مش عارف ليه حاسس انه بيحبك.. يعنى يجيبلك لبس جديد و ينقلك لقسم تانى مع إن فى ناس أولى منك بالوظيفة دى.. دا كله معناه ايه!
زينة بنبرة عادية بس مش مبين يا على باشا.
على أنا عايزك بس تجبيه هنا بأى حجة.. أى حجة يا زينة و انتى ملكيش دعوة بالباقي و بكدا تبقى مهمتك تمت.
ارتبك على من تصريحها للمرة الثانية و قلق من أن تكون قد عرفت حقيقته على عكس ما أخبرها به و لكنه حاول أن يقنعها مرة أخرى بأنها تتوهم ذلك فقال لها هو عرف يأثر عليكى انتى كمان!... يا بنتى يوسف دا ممثل محترف دا ممكن يوقعك ف غرامه و ف الآخر يخلا بيكى.
تنهد على بارتياح فقد ظن أنه حفزها أكثر للايقاع بيوسف و قال أيوة كدا يا زوزة.. يعجبني فيكى روح التحدى.
على تمام.. تمام.. عايز اسمع اخبار كويسة قريب.
زينة ان شاءالله يا باشا قريب اوى.
على اوكى يا قلبى.. سلام
أغلقت الهاتف و هى تقول ياك قلبة اما تقلبك.. الله يخربيتك بتكرهه اوى كدا ليه... والله ما حد عايز يتفضح غيرك... اوووف.
مساء فى فيلا راشد سليمان .....
نزل يوسف من غرفته و توجه لغرفة المكتب حيث أخبرته سعاد بأن عمه جالسا بها.
رد عمه و علامات الذهول قد احتلت ملامحه سهيلة بنتى!
يوسف باستغراب أيوة يا عمى.. احنا عندنا سهيلة غيرها!
عمه بذات الذهول تطلبها لمين!
يوسف بنفاذ صبر ليا يا عمى عندك حد عازب غيرى!
يوسف بتعجب من موقف عمه يا عمى عايز اتجوز سهيلة.
نهض من مقعده منتفضا و وقف أمامه ممسكا بكتفيه يسأله مرة أخرى يوسف انت متأكد من اللى بتقوله دلوقتى!
يوسف متعجبا طبعا.
أوقفه عمه و احتضنه بحرارة و هو يقول ألف مبروك يا حبيبى.. ألف مبروك يابنى.. أنا.. أنا مش مصدق ودانى ثم ابتعد عنه قليلا فرأى يوسف دموع الفرحة فى عينيه فقال لنفسه لو كنت اعرف انك هتفرح بالشكل دا يا عمى كنت خطبتها من زمان... أما إنك بارد و أنانى يا يوسف.. ازاى تحرم عمك من الفرحة دى السنين اللى فاتت دى كلها
عاد عمه ليحتضنه مرة أخرى بحرارة أشد يود لو أن يحلق عاليا من السعادة و أخذ يحمد الله كثيرا فإبنته أخيرا ستتزوج ممن اختاره قلبها و أخيرا سيطمئن قلبه عليها فهى الآن أصبحت بين يدين أمينة.
أنهى يوسف جلسته مع عمه و اتفقا على أن يخبر عمه سهيلة بهذا الأمر فى الصباح فهو يعلم أنه لو أخبرها الآن فلن تنام ليلتها فأشفق عليها و رجح أن تهنأ بنومتها الليلة كما اتفقا على إقامة حفل الخطبة فى أقرب وقت و أن يختاروا يوما مناسبا بعد إخبار سهيلة.
ترك يوسف عمه فى حالة من الغبطة لم يعهدها منه من قبل و توجه لغرفة أخيه لكى يخبره...
يحيى ايه الندالة دى!.. انت ما أخدتنيش معاك ليه!
يوسف بصراحة كنت خاېف يحس انك مأثر عليا او ان انت اللى أقنعتنى بكدا.. أنا أصلا مش عارف أنا عملت كدا إزاى!...الحمد لله ان انا قدرت أسيطر على نفسى و ما أخدش باله من كمية التوتر و التردد اللى كنت حاسس بيهم.
يحيى امممم.. وكان رد فعله ايه بقى!
يوسف عمرى ما شوفته مبسوط كدا.. دا كان ناقص يشيلنى من على الارض و يطير بيا من الفرحة.
يحيى شوفت بقى يا يوسف... تخيل كان هيبقى شكله ايه و لا كان هيحس بايه لو كنت عرفته ان انت عاؤز ترتبط بزينة!
يوسف على قد ما انا مبسوط من فرحته على قد ما انا زعلان على زينة قلبى واجعنى عليها أوى.
يحيى ادعيلها ربنا يرزقها بزوج صالح و انت ان شاءالله هتنساها بالتدريج و هتبقى شخص عادى كمان بالنسبالك.
يوسف طب و هى يا يحيى!...أنا علقتها بيا باهتمامى بيها و معاملتى اللطيفة معاها هى ذنبها ايه تحبنى و بعدين استندل معاها و أقلب وشى عليها!
يحيى يوسف انت بطبعك بتعامل الناس كلها بلطافة و انت مصرحتش ليها انك بتحبها عشان تقولى استندلت معاها و هى أكيد لما تلاقى معاملتك عادية معاها هتحس انها كانت غلطانة و الموضوع هيبقى سهل عليها جدا انها تتخطاه لان بالعربى كدا ما اتعلقتوش ببعض للدرجة اللى تخليكو مستحيل تسيبو بعض.. فاهمنى!
يوسف فاهمك.. ثم أكمل بمزاح أنا مش عارف أدعيلك و لا أدعى عليك
يحيى ههههه.. هتدعيلى ان شاء الله... و بعدين اخلص بقى و انجز ف موضوع الخطوبة دا عشان أشوف حالى أنا
كمان... البنت زمانها خللت هناك.
ضربه يوسف على مؤخرة رأسه و قال له بمرح مستعجل أوى مش دى اللى كانت مستفزة!
يحيى يا عم قلبك أبيض... دى بقت الهوا اللى بتنفسه الډم اللى بيجرى ف عروقى بقت هى العروق نفسها اللى لو اتقطعت أموووت.
احتضنه يوسف من كتفه و قال له راعى السنجل اللى قاعد جنبك يا عم روميو.
يحيى بمرح سنجل ايه بقى!.. أنتم السابقون و نحن اللاحقون.
ضحك الشقيقان و قضيا ليلتهما يتسامران الى أن غلبهما النوم فنام يوسف بجوار أخيه و مرت الليلة بسلام.
صباح اليوم التالى
استدعى راشد ابنته بغرفة المكتب ليخبرها بطلب يوسف الزواج منها...دخلت غرفة المكتب فوجدت أباعا جالسا على احدى الارائك بالغرفة و يبدو على وجهه السعادة فقبلت جبينه و هى تقول صباح الورد يا بابا...ثم جلست بجانبه.
رد عليها صباح الورد و الفل و الياسمين كمان.
سهيلة بمرح لاااا... دا انت شكلك كدا عندك أخبار حلوة مفرحاك... خير يا حبيبى اشجينى..
رد عليها بسعادة بالغة مش هتصدقي يا سولى... يوسف طلب ايدك منى امبارح.
انتفضت من مكانها غير مصدقة ما القى للتو على مسامعها و قالت بتعجب شديد انت متأكد يا بابا... يعنى.. يعنى يقصدنى أنا!
قام من محلسه و وقف قبالتها و قال أيوة يا حبيبتى طبعا... انا كنت مصډوم زيك كدا بردو ف الأول.. بس مبسوط اوى انه أخيرا حلمك هيتحقق و انتى كرامتك محفوظة و هو بنفسه اللى جيه طلبك منى.
ردت بملامح مدهوشة بابا انت بتتكلم بجد و لا انت عامل مقلب فيا و لا ايه بالظبط.
الأب افرحى يا بنتى و اتبسطى... هو الكلام دا فيه هزار!
امتلئت عيونها بدموع الفرح و قالت أنا مش مصدقة... أخيرا يا يوسف.. ياااه.. الحمد لله.. الحمدلله ثم أجهشت فى البكاء و استندت برأسها على كتف أبيها تبكى فرحا ربت أبوها على ظهرها و هو فى حالة لا تقل سعادة و غبطة عن حالة ابنته.
جففت دموعها و استعادت ثباتها و سألت أبيها طيب حددت ميعاد الخطوبة!
الأب لا طبعا... هنحدده من غيرك ازاى... بس هو عايزنا نعمل حفلة الخطوبة ف أسرع وقت.
سهيلة بسعادة و كمان مستعجل!
الأب و لازمته ايه التأجيل يا بنتى... خير البر عاجله.
سهيلة طب ايه رأيك يا بابا بعد يومين... أضافت بحماس احنا النهاردة نطبع الدعوات و نحجز الفستان و الميكاب ارتيست و ننسق مع منظم حفلات ييجى يظبطلنا الجنينة و كل دا هيخلص ان شاء الله على بعد بكرة بالكتير و اليوم اللى بعده يبقى يوم الحفلة و....
قاطعها الأب قائلا حيلك حيلك.. ايه يا بنتى دا كله... مش لما نبلغ خالك و جدتك الاول و ناخد رأيهم عشان ميزعلوش.. مش كفاية انك مش بترضى تروحى تقضى معاهم الأجازة.
سهيلة بخجل مكدبش عليك يا بابا.. انا بكون مش عايزة أبعد عن يوسف عشان كدا مكنتش برضى اسافرلهم و لو سافرتلهم و قعدت أكتر من أسبوع بكون على آخرى.
الأب انتى فاكرانى مش عارف!... انا عارف كل حاجة بتفكرى فيها و حاسس بيكى... دا انتى اللى طلعت بيكى من الدنيا يا حبيبة قلبى.. و ربنا عوضنى بيكى عن أمك الله يرحمها.
سهيلة ربنا يخليك ليا يا حبيبى يا رب... خلاص يلا كلمهم دلوقتى.
الأب يا بنتى مينفعش... لازم أروحلهم.. دا من باب الذوق و التقدير.
ردت بحماس طب قوم يلا البس بسرعة... بنها مش بعيدة.. يلا يا بابا..
ضحك والدها على فرط حماستها و استسلم لچنونها و ذهب كل منهما لغرفته لتبديل ملابسهم ثم استقلوا السيارة متوجهين لمدينة بنها مسقط رأس والدتها المتوفاة و عائلتها..
بالطبع بعد أن أخبروا يوسف و يحيى بضرورة أخذ رأى خالها و جدتها فى أمر هذه الزيجة.
الفصل السابع و العشرون
فى شركة أل سليمان ...
عندما وصلت زينة الى الشركة انتابتها رغبة شديدة فى
رؤية يوسف فهى قد اشتاقت اليه منذ آخر لقاء بينهما عندما تركها و ركب سيارته و انصرف ظلت تفكر بحجة لكى تراه عن طريقها خطرت
ببالها فكرة أن تذهب لعمها إبراهيم لكى تراه و تطمئن على صحته و أن تساعده و ربما تسنح لها الفرصة بتقديم القهوة ليوسف بدلا عنه.
بالفعل دخلت لعمها ابراهيم و ألقت عليه السلام و جلسا سويا يتحدثان..
زينة صحتك عاملة ايه يا عم إبراهيم!
إبراهيم رضا يا بنتى الحمد لله و أقل من كدا رضا.
زينة ربنا يديم عليك نعمة الصحة و العافية يا رب
إبراهيم تعيشى يا بنتى.
سألته بتحمس لمساعدته تحب أساعدك يا عم إبراهيم!
إبراهيم متشكر يا بنتى مش عايز اتعبك.
زينة تعبك راحة أؤمر
متابعة القراءة