رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أخرت تهورك 
فطأطأت رأسها وأخذت تحركها بأن الحق معه
وكل ما عاتبها علي شئ ..تحرك رأسها دون كلمه 
فلعبة الشد الأن لن تأتي بشئ .. والهدوء والصمت والدلال حقق كل شئ 
وابتسمت وهي تشعر بملمس شفاه على جبهتها 
اللي عملته ده من قلقي وخۏفي عليكي يامهرة 
ومسد وجهها بدفئ ..لتنظر إليه بحب يزداد كل يوم داخلها نحوه 

.......................
ابدل ملابسه وعاد يتسطح جانبها ضاربا بكل قرارته عرض الحائط واحتواها بين ذراعيه 
مرتاحه كده
فأبتسمت بسعاده 
مرتاحه جدا جدا .. ومبسوطة انبساط 
تعجب جاسم من سعادتها وطريقة حديثها وضمھا إليه وقرر ان يشاكسها
بس انا مش مبسوط يامهرة 
فحدقت به بقلق 
ليه انت لسا زعلان 
فحرك رأسه ببطئ ..لتمد اناملها تمسح علي وجهه ثم قرصت وجنتيه بخفه
متزعلش ياحبيبي
وعندما مال عليها كي يقبلها ..صدح رنين هاتفه ..لتنظر إليه متسائله بشك 
مين اللي بيتصل بيك دلوقتي 
فضحك وهو يبتعد عنه وفكر بأن يلعب علي وتر غيرتها من نرمين 
اكيد ديه نرمين 
وفي لمح البصر وألم قدمها البسيط الذي لم يكن يستحق كل هذا الدلال والألم ..انتفضت من فوق الفراش للجهة الاخري وألتقطت هاتفه من فوق منضدة الزينة 
ليحدق بها جاسم للحظات وهو يري حركتها وكأن ليس بها شئ ..لم يكن المتصل نرمين فقد كان ريان 
ونهض من فوق الفراش يحرك يده علي خصلات شعره وينظر لها ولقدمها ..لتبتلع ريقها بتوتر وعرجت على قدمها 
اه بتوجعني وبعرج اه .. شوفت 
وتابعت بصدق 
هو المرهم سكن الۏجع والۏجع بسيط ..بس بتوجعني ..خد بالك مبكدبش انا
كان مع كل كلمة تنطقها ..يقترب منها بتمهل ثم ألتقط منها هاتفه وأغلقه
بتمثلي عليا يامهرة ..لاء مهنة المحاماه طلع ليها فايده اه
وقبل ان تهتف بأسمه ..حملها من خصرها وألقاها على الفراش 
جنيتي على نفسك النهارده 
اسمعني بس
وخرج صوتها الذي ضاع وسط عقابه الممتع 
.......................
نظر بشير

الي كنان الجالس يطالع بعض الأوراق بجديه ومازال حانق من عمل سيلا معه...فرفع كنان عيناه نحو بشير 
أنت خائڤ ان لا تكون نسيت حبها بشير
فأنصدم بشير مما تفوه به كنان 
كنان أنت تعلم
فحرك كنان رأسه بالإيجاب متنهدا 
وحزنت أنك لم تخبرني بالأمر.. علمت حكايتكم قبل ذهابي لمصر من أجل اتمام مشروع المنتجع 
فجلس بشير علي أقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه 
أعلم أنك انسحبت من أجلي 
ثم نهض كنان من فوق مقعده ليجلس علي المقعد الذي أمامه رابتا علي فخذيه 
انا لم أحب سيلا وهي هكذا .. كل منا اكتشف مشاعره الحقيقيه نحو الاخر بعد ان تم ارتباطنا 
وتنهد بأسف 
انا لم أعرف الحب الا مع ورد بشير 
فأبتسم بشير وهو يري حب صديقه لزوجته... رغم أنه لم يتقابل مع ورد غير مرات قليله الا أنه يتعاطف معها بشده ودوما تخبره ليليان عن طيبة قلبها وبرآتها التي لا يستحقها كنان الذي كان فيما مضي رجلا عابثا... فكيف لرجل عابث من وجهة نظر شقيقته يقع بحبه ملاك مثل ورد
كنان انا انتهيت من عشقي ل سيلا ..سيلا لا تحب غير المال 
فزفر كنان أنفاسه بقوه وهو يعلم ان سيلا مثل والدته عاشقات للثراء 
.......................
ضاقت أنفاس ورد من كثرة البكاء ..لم يشك أحدا من عمال المطبخ بالأمر لأنها كانت تقطع البصل فقد وجدت فرصة بأن تبكي ...كانت تتخيل ان قصة حبها مع كنان لن تكمل وستعود لشقيقتها امرأة مطلقة تحمل همها وتدفع تمن اصرارها علي قبول الزواج وعدم الاستماع لمخاۏف شقيقتها من اختلاف الأوطان 
................
نفض كنان يده سريعا بعد ان وضعت عائشة بيدها علي يده...فحدق بها بجمود 
نعم هو منجذب لها ولكن ليس انجذاب جسدي او رغبه ..انجذاب سيعرفه قريبا فالمحقق الذي طلب منه كافة المعلومات عن عائشه بدء عمله في التحري عنها 
اسفه سيد كنان 
فتنهد كنان بضيق 
لا تفعلي هذا الأمر مجددا هازان
ناداها بأسم شقيقته ..لترتبك هي خائڤة من ان يعرف الحقيقه بتلك السرعه وعادت لثبوتها
هازان ...من هذه هازان 
ليشعر كنان بالشوق الي شقيقته التي كانت كالأبنة بالنسبة له فحين ولدت هازان كان بعمر العاشرة .. ولم يعلم بأن أصبح لديه شقيقه الا عندما عاد من عند جديه لوالده واللذان كانوا لا يحبان والدته ولا يحبون ذكر اسمها 
 انها شقيقتي عائشة 
فشعرت عائشة بحزنه الحقيقي علي توأمها .. وكم يحبها ابن فريده التي قهرت والدتها وطردتها من المزرعة وهي في نفاسها 
......................
ابتسم مراد بسعاده وهي يرى رقية تنتقي شبكتها 
فأخيرا رقية وافقت على الخطبه ..كانت كالطفله وهي تختار ومراد كان تارك الأمر لها ولوالدته التي كانت سعيده للغاية 
واقتربت منه رقية تريه ما اختارته
ايه رأيك يامراد 
فأبتسم لها مراد بحب لا يعلم اين كان مختبئ 
جميل ياحببتي
فأرتبكت ثم نظرت لخالتها التي تطالعهم مبتسمه 
انا اللي هختارلك دبلتك 
فتمتم مراد برفض 
بس انا مبحبش ألبسها يارقيه 
فحدقت به رقية پشراسه ..ايقول لها أنه لا يحب ان يرتدي خاتم زواجهم ..وصك ملكيتها له والذي ستطبع عليه اسمها من الداخل 
لاء هتحبها عشان خاطري يامراد
وضغطت على أسنانها بغيظ ..ليضحك علي أفعالها 
ولما اقول عليكي طفله بتزعلي 
فكشرت بوجهها .. فأتسعت ابتسامته 
معتذرين لجانبك ياليدي رقية 
فعادت ملامح رقية للرقة وبصوت رقيق تسألت 
هتلبس الدبلة ..صح 
فتنهد بيأس 
امري لله 
...................
اتسعت عين ريم وهي تستمع لأمر ريان في الذهاب معه لرؤية المشروع الذي ينشئ في شرم الشيخ 
بس انا يافندم مينفعش اسافر 
فطالعها ريان بجمود ..فهو اختارها لتكون قريبه منه ويستطيع اغوائها بأحكام والان هي ترفض ذلك 
انسه ريم ده أمر... ولا بد ان ينفذ ..نحن لا نلعب بالشركه 
فأخفضت ريم عيناها وهي لا تعلم كيف تشرح له أنه أمر يستحيل عرضه علي والديه وهتف بصوت حازم وجاد 
عودي لمكتبك 
وفور ان خرجت من غرفة مكتبه وجدت ياسر يردف 
بشمهندس ريان موجود ياريم 
فوجدت ريم الفرصه بأن تترجي ياسر ان يجعل ريان يختار غيرها
مستر ياسر ارجوك قول لريان بيه ان مينفعش اسافر معاه 
فحدق بها ياسر بصمت وهو يعلم ان من كانت ستسافر مع ريان واحده غيرها ..ف ياسر ازالها من ذلك الموضوع لانه يعلم ظروفها ورفض اهلها للامر 
.....................
نظرة بسمه نحو مرام التي أخذت تمسد كف كريم بدلال وتارة تطعمه بشوكتها وتقص لها عن زواجهم وحبهم... كانت بسمه تسمعها بقلب يتقطر ألما ..تخبرها عن حياه تمنتها ولكن تبخرت كل احلامها علي يد ذئب لعين ..وأبتلعت غصة بحلقها ثم اخفضت رأسها نحو طبقها وهي تتمني ان تنتهي تلك العزيمة سريعا ..وتفر هاربه تختبئ خلف جدران منزلها وتبكي 
بسمه انا حقيقي مش عارف أشكرك أد ايه علي اهتمامك بالاولاد .. بس اكيد انتي بقيتي فرد من العيلة 
هتف بذلك كريم وهو يطالع مرام التي تمضغ طعامها مؤكده علي كلامه
اكيد ياحبيبي بسمه بقت واحده مننا 
فطالعتهم بسمه وهي تحاول رسم ابتسامة علي شفتيها 
انا معملتش حاجه لكل الشكر ده يااستاذ كريم 
وتابعت بهدوء تداري به ما بقلبها
ده شئ يسعدني أن يبقالي اخوات زيكم في الغربه 
فأبتسم كريم بلطف وكل يوم يشعر بالتعاطف معها أكثر وأصبح ينظر لها بأنها أمرأة عطوفة حنونه 
اما مرام كانت تأكل سارحة في الانجاز الذي حققته وسيسعد جاسم وسيجعلها دوما بالمقدمة لديه 
........................
نظر جاسم لمهرة وهي تجلس تتناول عشائها بصمت فسألها بقلق 
سكوتك ده لاما مصېبة بتفكري تعمليها او قلقانه على ورد 
وضحك وهو يجدها تمط شفتيها بتذمر 
انا بعمل مصايب ياجاسم 
فأبتسم بحب 
مالك يامهرة 
فتنهدت بشوق لشقيقتها 
ورد مش هتيجي خطوبة أكرم ..وحشتني اوي
فتناول كفها بحنو ونظر لعينيها الدامعه 
أكيد ياحببتي كنان مشغول ..وكمان ديه خطوبة يعني مش مستهلة.. اوعدك قريب اخدك تركيا بس لما اخلص من المشروع الحالي اللي انا فيه 
فأتسعت إبتسامتها وقفزت من فوق مقعدها تعانقه وتقبله
بجد ياجاسم ..قول بجد 
فصدح صوت ضحكاته
بجد ياقلب جاسم 
فخجلت من عبارته وتمتمت برقة
انت طلعت طيب وجميل أوي 
فضحك على تلقائيتها التي أصبحت تتحدث بها معه دون قيود ...مهرة كان ينقصها ان تشعر بالحب والاهتمام الحقيقي وأنها ذو قيمة لدي أحد ثم تعطيه كل شئ داخلها وها هو بدء 
يحصد ما زرعه معها ... فقد كان مزارع ماهر 
وعبس بوجهه قليلا 
يعني انا مكنتش جميل وطيب
فأبتعدت عنه وطالعته بمشاغبة 
عايز الحقيقه ولا بنت عمها
فضحك بأستمتاع 
لاء بنت عمها 
فطالعته بمكر اكتسبته منه 
كنت شرير 
ثم فرت بعدها هاربة منه .. لينهض من فوق مقعده راكضا خلفها
مهرة استني عندك... انا شرير 
وصعد الدرج خلفها ..لتقف فوزية تطالعهم بمعته 
ياسلام ياولاد ..يجي المنيل علي عينه جوزي يشوف 
وأنتفضت فوزية علي صوت هدي وهتفت بتسأل 
بس هو بيجري وراها ليه 
ورفعت احدي حاجبيها 
عيب يافوزيه 
وصدح صوت هدي اليأس منها . لتركض لها فوزية حانقة 
...................
جلست ورد علي الفراش بحزن ..الي ان انفتح الباب ودخل كنان الغرفة بأرهاق من كثرة العمل وتفكيره في ربط ماوصل به المحقق ..فوالدة عائشة من نفس الضيعة التي كان بها احدي مزارع والده وتم بيعها قديما 
ووقعت عيناه علي ورد الجالسة 
مازالتي حزينه ورد .. حبيبتي سأبعث لاكرم هدية بمناسبة خطبته لا تقلقي 
فرفعت عيناها نحوه 
انا لست حزينة علي هذا الأمر كنان ..انا حزينة لأنك ستسافر شهر وستتركني بمفردي 
وبكت بحړقة.. سيتركها مع والدته التي لا تحبها وتتفنن في اذلالها .. سيسافر بنفس الليلة التي ستكون بها خطبة شقيقها 
فشعر بالألم لما وصلت به حياتهم ولكن كل شئ سيعود

عندما يعود من سفرته ويريح عقله قليلا ويفهم ما تريده نفسه ..فهو أصبح يشعر وكأنه مريض نفسي ..وتعالت صوت شهقاتها ..ليسرع في ضمھا 
لا تبكي ورد ..حببتي ارفعي عيناكي لي
فرفعت عيناها المخبئة بين كفيها .. فأبتسم لها 
حتي وانتي باكية ملاك ورد 
فخجلت من مغازلته التي تشعرها بأنه مازال يحبها 
وأخذ يمسح دموعها بشفتيه ..لتسقط حصونها بين دفئ قبلاته. 
......................
وقفت مهرة تطالع شقيقها وسعادته بخطبته للفتاه التي اختارها قلبه وسهير تسير بالشبكة الفخمه التي جلبتها أمام المدعوين حتي اتت نحوها 
محدش يقدر ياخد ابني مني يابنت زينب 
وعندما لمحت جاسم قادم نحو مهرة ابتسمت بخبث 
منور ياجاسم بيه 
فبارك لها جاسم واحتوي خصر مهرة مبتسما بعدما رحلت سهير ممتعضه والي الان لا تصدق كيف اوقعت ابنة زينب رجلا مثل هذا 
مالك ياحببتي مكشرة كده
فخبأت سبب عبوسها عنه وابتسمت 
انا مبسوطه بس حاسه ان معدتي ۏجعاني 
شعر بالقلق عليها ولكن طمئنته
انا بخير متقلقش 
وسقطت عيناها علي والدها الجالس بجانب والد ضحي ولم يفكر للحظه ان يرحب بها .. وكأنها ليست ابنته...تشعر باليتم رغم أنه علي قيد الحياه 
وسمعت صوت خلفها فألتفت هي وجاسم نحو كرم الذي فور ان رأه جاسم لم يرتاح له .. فهو مازال يتذكر فعلته ولكن مهرة ابتسمت له بلطف ففي الاوان الاخيره أصبح يهاتفها ويطمئن عليها بعد ان اخذ رقمها من أكرم
ازيك ياكرم 
وتفاجأت
 

تم نسخ الرابط