رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
أكرم لهاتفه الذي يرن برقم جاسم وعندما نطق بأسمه ..أرتجفت مهرة پخوف
أيوه ياجاسم ...آه مهرة قاعده قدامي اهي .. مش عارف تليفوني ماله الظاهر انها من الشبكة
ثم تسأل
انت رجعت مصر النهارده
ونظر إلى شقيقته بعتاب
جاسم جاي المنتجع ربع ساعه ويوصل
فأتسعت عين مهرة ونهضت فزعا
ايه جاسم جاي
مهرة في ايه بينك وبين جاسم وعملتي مصېبة ايه
فأستاءت من آخر جملة نطقها شقيقها
أكرم انا عايزه أروح اوضتي ارتاح
وسارت من أمامه متجها نحو الفندق وهي تتخيل ردة فعل جاسم لها
وحركت يدها علي عنقها .. وهي تهتف داخلها
اكيد هيخنقني
فوقف أكرم يحدق بها متمتما بحنق من تصرفاتها وينظر إلى خطيبته
..................
تفاجأت ورد من الضيوف الموجدين بالمنزل والموسيقي الصاخبه وصوت الضحكات تتعالا... كانت تمر جانبهم وهي تنفر من الحياة التي تعيشها والدة كنان والتبرج الذي لا تري فيه الحړام
ووقعت عين فريده عليها ..فأقتربت منها بضيق
لا أريد رؤيتك في الحفل ...مفهوم ورد
فأبتسمت فريدة بزهو وتركتها لتذهب إلي أحد ضيوفها وتعلقت بذراعه ويد الرجل كانت تعبث في جسد فريدة التي أخذت تضحك
فوضعت ورد بيدها علي فمها تكتم صوت شهقتها وصډمتها ..وصعدت راكضه لأعلى واغلقت غرفتها عليها لټنهار بعدها في البكاء من تلك الحياه التي دخلتها بقدميها
قررت ان تهاتف كنان تطمئن عليه وتتحدث معه قليلا
ورد حبيبتي ..مابه صوتك
فتنهدت ورد بضيق متذكرة مشهد فريدة المقزز
لا شئ كنان ..اشتقت لك كثيرا
كان كنان يقف يحادثها وعيناه علي عائشة التي تبتاع أحد الأشياء لها ولكن أحدهم اقترب منها وحدث بينهم صدام
سأغلق واهاتفك بعد قليل
وقررت ان تنتظر مكالمته.
..................
فتحت له باب الغرفة سريعا ثم ركضت نحو الفراش تتسطح عليه وتسحب المفرش الذي يعلوه وتغطي به كامل جسدها
انا تعبانه وهنام ..
وازاحت الغطاء قليلا عنها
هنام تمام
فنظر لها جاسم بصمت ثم تقدم من الفراش وازاح عنها الغطاء بقوة صارخا
وتذكر رسالتها
تبعتي الرساله وتقفلي تليفونك .. ومفهمه اخوكي ان الطرطور جوزك لسا مسافر
وجذبها من ملابسها والشړ يتطاير من عينيه
انا حاليا نفسي ارميكي في صندوق زباله .. ولا اقولك ارميكي من البلكونه وارتاح منك ومن عقلك اللي بيفكر زي الأطفال
نسيت توبيخه وكل شئ حتي تهديده وأشارت نحو نفسها
انا عقلي زي الأطفال
وتابع بتهكم
وطبعا عشان تعاقبيني
وكادت ان ترد عليه الا أنه أشار لها بأن تصمت
مش طايق اسمع صوتك كل مبرراتك وتصرفاتك سخيفه انتي متنفعيش تبقي زوجه يامهرة
ضغط علي كلمته الاخيره كي يوجعها وبالفعل ظهر الألم علي محياها
انا مينفعش ابقي زوجه ..طب اتجوزتني ليه وانت عارف شخصيتي كويس
فزفر أنفاسه بحنق وهو يطالعها
كان عندي امل انك تتغيري ..بس كل يوم بكتشف انه مستحيل تتغيري ..حياتك لسا في إطار البنت اللي عايشه دور الراجل ..
وألتف بجسده ليرحل وهو يهتف بجمود
خليكي مع اخوكي واتبسطي علي قد ماتقدري
لم تكن تصدق ان فعلتها ستصل بهم إلى هذا الأمر ...كانت تظن أنه سيتغاضي عما فعلت كما يفعل كالمعتاد
وفتح الباب ولكن كلمه واحده اوقفته ليقف يلتقط أنفاسه واغمض عيناه وهو يستشعر تلك الكلمه
انا حامل ياجاسم
.....................
كانت ريم تتأكد للمرة العاشره عبر الرسايل من ياسر هل حقا سيذهب برفقة السيد ريان ام ما سمعته خطأ
وياسر يضحك علي تصرفها الطفولي ويرد عليها بلين غريب عليه
وبعث رسالته الاخيره والتي انتهت بجمله بالنسبه لها ك كلام العشاق
المعلومات اللي وصلتك صح انا هكون معاكم في رحله شرم وهناء السكرتيرة بتاعتي واستاذ رحيم المحامي .. تصبحي علي خير ياريم
نسيت كل ما كتبه واخبرها به .. وأخذت تردد بحالمية وهيام
تصبحي علي خير ياريم
وضمت بعدها الهاتف بالقرب من موضع قلبها ..وأنتفضت بعدها ف الي الآن هي لم تخبر والديها ولم يتبقي سوا ثلاثة ايام علي رحلتهم تلك التي تم تأجيلها من قبل وقد فرحت كثيرا حتي تجد حلا ولكن عندما علمت بالموعد الجديد وان السيد ياسر سيكون برفقتهم تحمست للامر وقررت ان تخوض تلك التجربه وتترجي والداها حتي لو بكت لهم وتوسلت
بشتقلك حتي وأنتي في حضڼي
فأبتسمت مرام ودفنت وجهها بصدره
وانا كمان ياكريم
ايه رأيك ننزل مصر أسبوع تشوفي اهلك وانا اشوف جاسم
فأعتدلت من وضعة نومها ونظرت اليه برفض
لاء انا مش فاضية الفترة اللي جايه ما انت عارف وضعي حاليا في الشركه ياكريم
وأتسعت ابتسامتها بزهو
الأول كنت موظفه في القسم ..دلوقتي انا مديرة قسم
انقلبت مرام المرأة التي كانت منذ قليل بين ذراعيه مغرمة بلمساته وهمساته ..الي مرام العملية التي أصبحت تفضل عملها عن رؤية والديها
وألتف بجسده فأصبح ظهره لها
اللي يريحك يامرام
فعادت تتسطح جانبه تتلاعب بخصلات شعرها
فتنهد بأرهاق وهو يطالعها بهدوء.
هبقي كداب لو قولت اني نسيت ... بس مش هضيع فرحتنا بالخصام والزعل
وجذبها نحوه برفق وحب
انا سعيد جدا يامهرة فوق ماتتخيلي
وقبل رأسها بدفئ ثم ضمھا إليه ويده تتحسس موضع بطنها
عيشت أغلب حياتي لوحدى ... نعمه جميله يكون للواحد اسره وعيلة
شعرت بنبرة حزنه وهتف بصدق
هعوض ولادي كل المشاعر اللي اتحرمت منها
كانت تشعر به فهو افتقد حنان والده الذي كان يبدو أب رائع عكس والدها
وافتقد حنان والدته حين تخلت عنه واتزوجت وأخذت معها كريم
مشاعر تفهمها لأنها عانت منها بسبب والدها ثم فقد والدتها الحنونه
وابتسم وهو يجدها تبكي ثم انحنت تقبل خديه بحب
انا اسفه .. ثم اتبعت عبارة أسفها
انا بحبك اوي
....................
نظرت بسمه نحو كريم الذي تتعلق بذراعه مرام وتمشي جانبه بزهو وتباهي .. لم ينتبهوا لها لانها كانت تسير خلفهم علي بعد لا بأس منه
هيئتهم كانت تجعلها تتحسر علي حالها ..
ارادت العوده للوطن ولكن جمله قالتها لها والدتها امس زالت كل شوقها لوطنها
هترجعلنا هنا بفضحتك ... أحنا مصدقنا الناس تنسى حكايتك .. وبصراحه كده يا بسمه جوزي ياحببتي ممكن يطلقني
كلمات كانت كنصل السکين .. زوج والدتها الذي تخشي عليه امها هو من دمر حياتها وياليتها استطاعت ان تخبرها بالحقيقه وتصرخ بوجهها أنها هي من اضاعت حياتها
...................
اخذ كرم المخدر يستنشقه بلهفة ..الي ان استرخي جسده واغمض عيناه وهو يتلذذ من المتعه التي تسير بجسده من ذلك المخدر اللعېن .. كان نادر يقف يطالعه مبتسما وجلس جانبه
ارتحت دلوقتي
فهتف كرم براحه
جدا
وكاد ان يخرج له المال ولكن نادر اوقفه يعرض عليه طلبا يريده
اعتبر الاسبوع ده كله عليا ومش عايز تمن البودرة
فطالعه كرم منتظرا سماع طلبه ..فهتف نادر مبتسما
اختك تتوسطلي عند جوزها يشغلني في فرع من فروع شركاته .. مش معقول يبقي صاحبي اخته متجوزه جاسم الشرقاوي ومش لاقي شغل
ونظرت إلي ورد
اصبحتي تتعرفي علي مجتمعنا ورد
ونظرت إلي ليليان التي استاءت من وجودها
كنان سيشكرك بالتأكيد ليليان لاهتمامك بزوجته في غيابه وانشغاله مع مساعدته الشخصية
ونظرت إلي بشير الذي حدق بها بقوة ولكن أكملت
اتعلمي ورد ..مساعدته الجديده تشبه هازان شقيقة زوجك بشده
ثم طالعت ليليان التي لم تكن تعرف بالأمر
حقيقة لم أراها غير مره واحده ..ولكنها فتاة رائعه
كنان هكذا سيعود لنفسه وذكرياته مع شقيقته وربما تصبح حبيبته
لم يتحمل بشير ماتنطقه سيلا وصدى كلماتها ظهر علي ملامح ورد التي أخذت تطالعه وكأنها تسأله احقيقة هذا ام كڈب
وجذب بشير سيلا من يدها بقوه هاتفا
هيا سيلا ..يبدو انكي لستي بوعيك
وألتفت اعين ورد وليليان نحو بشير الذي غادر المطعم بسيلا .. وارتعشت يد ورد وعيناها تجمدت نحو باب المطعم وهي لا تصدق ما سمعت
...............................
وقفت مهرة بعيدا بعض الشئ عن الحفل التي تحضرها مع جاسم ترتشف العصير وتطالعه بصمت وهو يقف وسط
بعض الرجال ونرمين تقف معه تتحدث بلباقة وتلفت أنظار الرجال لها بجمالها..
وتقدم نحوها ياسر غير مصدقا أنها أخيرا قررت الظهور مع جاسم واعتذر منها كي يحادث أحد الأشخاص ..ثم ظهرت رفيف التي كانت عيناها مركزه علي أحد الأشخاص ويبدو أنهم رجال صاحب الحفل
كانت تطالع كل فرد بملل وداخلها يكاد ينفجر ولكن قررت ان تعقل
وسمعت صوت إحداهن الساخر
انتي
لتلتف نحوها مهرة وتذكرتها فقد كانت نفس المرأة التي اسكبت عليها العصير بعد ان اهانت شقيقتها في عرس مرام
عاد شريط الذكريات يمر أمامها والاخري تقف تحدق بها بمكر .. كل منهم أخذت تطالع الأخرى بضيق
الي ان قررت مهرة ان تبتعد عنها وتذهب لجاسم فقد ملت
وخطت مهرة خطوة للامام لتسقط بعدها أرضا والاخري تقف تبتسم بزهو.
الفصل الأربعون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
أول من وقعت عيناه علي ذلك المشهد كان ياسر الذي وقف يحدق بمهرة والسيدة أشكي التي اخذت تطالعها بعلياء وكأنها تخبرها ان هذا هو مكانها
واندفع ياسر نحوهم بقلق
كان المشهد بالنسبة للبعض شئ مثير للغاية والبعض الآخر كان مندمج بالحفل ولم يشاهد الأمر
شعر جاسم بأحساس عجيب جعله يلتف حوله يبحث عنها بعينيه وعندما لمحها هكذا وياسر يقف أمامها يمد لها كفه كي يساعدها على النهوض
اندفع من وسط من يحادثهم ..واتجها نحوها بخطوات سريعا وعين نرمين تطالعه بدهشة لرؤيته بهذا الاندفاع
شرارات كانت تخرج من عيناها ووقفت دون مساعده ياسر ..
ابتعدت عن ذلك الصخب حتي لا تفتعل اي مشاكل ولكن المشاكل اتت إليها بقدميها
لا تحب تلك السيدة التي لا تتذكر اسمها..
ف لقاء واحد جمعهم علمت أنها ليست الا من هؤلاء الذين يخفون عيوب روحهم بأموالهم ومكانتهم الاجتماعيه... كانت ستمد كفها وټصفعها الا ان اقتراب جاسم واحتوائه لها اضاع كل شئ
انتي كويسه ياحببتي
ووضع بيده علي بطنها بقلق ثم ضمھا أكثر إليه
لو فيكي حاجه قوليلي
وبدء يهدئها كأنها طفل صغير واعين ياسر والسيدة أشكي عليهم ولكن ياسر انتقل بنظراته لاشكي التي وقفت تطالع المشهد بغيظ
وعندما ألتف نحوها جاسم ونظر بنظرة تفهمها تماما... ابتلعت ريقها بتوتر
مش عارفه وقعت ازاي
وتبدلت ملامحها بوداعه مصطنعه
لازم تاخدي بالك بعد كده ..بلاش كعب عالي مدام مش مناسب ليكي
كانت مهرة تنظر إليها وداخلها يهتف
بتمثلي البراءة دلوقتي .. مكنتيش انتي اللي موقعاني بقصد
وكادت ان تهتف وترد عليها الا ان ياسر قام بالأمر
مدام أشكي انا شايفك بنفسي وانتي بتوقعيها بقصد ..يعني بلاش كدب من سيدة محترمه زيك
تلك كانت شخصية ياسر لا يحب الاصطناع واكثر شئ يكره الكذب .. ومع وجود جاسم أراد ان يوضح له كل الحقيقه
أتسعت عين أشكي پصدمه من صراحة ياسر ..
متابعة القراءة