رواية بقلم ساره فتحي

موقع أيام نيوز


وحد يشوفنى وبعد كده يظنوا ظن وحش 
القرار قرارك
بقى كده تمشى ولا كأن ليا قيمة عندك 
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تعاتب ونس
غامت عيناها بدموع هى حقا افتقدتها فهى لم تبخل عليها بمشاعر الامومة لكنها كانت قليلة الحيلة واستمعت لصوت العقل وبعدت رغما عنها  
والله بعدى عنك كان على عينى بس انا محبتش اكون سبب فى مصايب ليكم

رغما عنه ېتمزق قلبه لمظهرها والسحب الضبابية 
خاصتها تذرفان الدموع ووجها تكسوه الحمرة يود 
المچنون حاول كبح رغباته بصعوبة
ضيقت عيناها تهمس بمكر 
مصايب ايه بس ! طب انا قولت طفشتى عشان الواد طار منه عقلتين
انطلقت ضحكه ساخره خشنه من انس ثم عقد حاجبيه قائلا 
طار منه عقلتين !!!
بس تصدقى ممكن ليه لأ !
لم تبتسم على مزحهم كالعادة فالحزن يغلف روحها 
نظرت لها نوال ثم قالت 
بما إنك جيت طلبتها منى وانا قولت بنتى 
وفى الأخر مشيت انا رجعت اه لكن جواز لأ انا مش موافقة
ساد الصمت لثوان عيون جاحظة ثم خرج 
صوت انس بالأخير  
معلش يا أمى ممكن كوباتين شاى
اولتهم ظهرها نحو المطبخ وهى تتضرع بدعاء لهم بصلاح الحال اما هو نهض ليجلس على المقعد امامها ثم سألها مستفهما  
انتى ايه حكايتك بقى ممكن افهم ! هو انا عشان سكت على هروبك ولا فعلا مش عاجبك موضوع العقلتين
قاطعته والدموع تظفر من عيناها  
لأ طبعا لأ .. انا بعدت عشان التعب اللى سببته ليك
اجابها انس بقلب مټألم قائلا  
وانا متعبنيش غير بعدك عنى يا ونس
وانا مش عارف انتى فين ولا ايه اللى بيحصل معاكى
ثم اكمل ولم يقدر على مقاومة مشاعره المعاتبه متسائلا  
طب قلبك طاوعك حتى متسأليش فيا !
اجابته مندفعه تنفى التهمة عنها  
لا والله ده انا كنت بمۏت وكل شويه أسال امير عليك 
كنت هتجنن عليك يا ريتنى كنت انا مكانك
ادركت ما تفوه به لسانها وعضت على شفتيها بندم
بينما هو اصبح فى حالة تيه امام اعترافها 
ثم اجابها بخبث  
دا انتي واقعه بقى اومال ايه جو مفيش جواز دا 
الجواز اخر الشهر لعلمك عشان لو عملت اللى فى دماغى دلوقتى وانتى بشكلك كده تتاكلى 
بصراحة امى هتفرج عليا الشارع
شارع ايه يا واد اللى هيتفرج عليك
ولااا انت هتعمل ايه !
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تضع صينية الشاى على المائدة
حك مؤخرة رأسه وهو يجيبها  
الفرح ... الفرح يااااما شارع هيتفرج على فرحنا
امممم يعنى عرفت واقنعتها خلاص انت متعرفيش حالته كانت عامله ازاى من غيرك كان ماشى فى دنيا زى اللى تقولى عقله طار قلبى وجعنى عليه
بأمانة لو ما كنتى رجعتى ما كنت هسامحك لأن انس حالته كانت تصعب على الكافر حتى الورشة اللى روحه فيها سابها ومرضيش ينزلها
قالت جملتها بتلقائية بينما هو جحظت عيناه من اعترافات والدته ثم خرجت زجرة منه قائلا 
كفاية بقى كفايه يا نبع الحنان انا هقوم انزل الورشة 
واجهز للفرح قبل ما ترجع فى كلامها
عينيها متحاشية لعينه الحمام
الايام مرت كالبرق وانقضى الشهر سريعا 
يجلس انس فى مشيخة الأزهر يردد خلف
الشيخ والسعادة تعم الاجواء وهو ينظر لها فأقل ما يقال عنها انها فاتنه بفستانها السكرى وضع الدفتر امامها 
لحظات من التردد فابتسم لها مطمئنا أن الاتى افضل فهزت ونس رأسها ثم نقشت حروف اسمها فى الرقعة البيضاء وانتهت مراسم الزواج بجملة الشيخ  
بارك الله لكما وبارك عليكم وجمع بينكما في خير
اطلقت نوال الزغرودة من شفتيها اما انس اندفع مسرعا نحو ونس يحتضنها بقوة يود ان يدخلها بين ثنايا ضلوعه
قلبها يقرع پجنون تكاد تجن لا تصدق أن الحياة عقدت هدنه معها همس فى اذنيها  
مبروك ... يا مراتى ... يا ام عيالى مستقبلا
وقف خلفه امير قائلا  
مبروووووك يا زعامة الف مبروك
الټفت له انس بكل جمود  
امييير هو انا قولتلك انك مرفود .. 
اصل الخصم مش هينفع معاك
زفر امير بحنق  
ده بدل ما تشكرنى انا صاحب الفرحه ديه كلها
جز انس على اسنانه وهو يكمل مشاكسته
بينما هى فى عالم اخر تشعر انها فى حلم جميل يتسلل إلى نومها
 

تم نسخ الرابط