من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطميا يوسف

موقع أيام نيوز


واني جايه لهدف تاني خالص عكس ماقلتي لي 
انصعقت هند من كلامها وهتفت برفض قاطع
لا يامكة متفهميش غلط أنا أعجبت بشغلك جدا وانبهرت بيه كمان ولولا كدة مكنتش جيت لك لحد عندك إنتي فاهمة نص الموضوع غلط 
وتابعت حديثها وهي تشرح لها ماحدث بكل صدق
شفت لآدم الفيديو اللي نزل فكلمته إنه إزاي يجيب حد تاني يعمل معاه اللقاء وخاصة أن إحنا المسؤولين مسؤولية كاملة عن شغله بس وقتها شرح لي كل حاجة وعجبني شغلك اووي فقررت إنك تبقي من التيم بتاعي ومن ساعة ماشفتك وأنا حسيت انك اختي الصغيرة وحبيتك أووي أو ربنا وضع محبتك في قلبي من أول ماشفتك وبتلاقيني ببعت لك على طول على الواتساب وحبيت التعامل معاكي اووي 

تنفست براحة من ردها وتابعت استفسارتها
طيب هو حضرتك قلتي لحد على شكلي أو وصفتيني لأي حد 
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت باستنكار
لا والله العظيم يابنتي أنا يستحيل أعمل كدة ولا عمري هعملها مش علشان أنا منفتحة شوية ابقي جاهلة للدرجة دي في أمور ديني أنا احترمت تدينك ورب الكون يعرف إني معملتهاش ولا عمري هعملها متقلقيش ياموكة 
أحست مكة أنها صادقة فهي أيضا تشعر بالارتياح ناحيتها فابتسمت لها وبدأن في الانشغال بأعمالهن 
مضى شهرا على تلك الأحداث عمران وسكون يتقربان أكثر وأكثر وأصبحا جزءا لا يتجزأ من حياة بعضهم أما رحمة وماهر فهما في لعبة القط والفأر مستمرين وهي تفهمته جيدا وأصبحت تجعله يستشيط ويستنكر أفعالها وبدأت تنشط شعور الإحساس لديه وبدات امتحانتها وابتعدت عن المكتب تماما مما جعله يجن في بعدها ولكنه لم يعترف بذلك
أما مكة انخرطت في مذاكرتها وادم كل حين يراسلها عبر الواتساب حين يشتاق للكلام معها وهي مرة ترد باختصار ومرات لن تجيبه عن رسائله وتتعمد فتحها كي تجعله يبتعد عنها ولكنها شعرت أنه يكن لها شعورا وإعجابا ولكنها ودت أن توأد ذاك الشعور بداخله فهما
خطان متنافران ووجهتان متباعدتان وقصتهم ستفشل من قبل أن تبدأ ولكنه مصمم على أن ينولها فكانت في كل مرة تذهب إلي أخته يسافر لها كي يراها من خلف الستار ولا تشعر به ثم يعود بقلب يخفق سعادة وحزنا في أن واحد 
أما عن وجد فهي تلاعبت على سلطان بمكرها كي تجعله يذوب عشقا بها رأته خارجا من منزله قاصدا مزرعته فتحركت أمامه وهي متعمدة أن يراها دون أن تنظر إليها كانت تتغنج في خطواتها وما إن رآها حتى نادى عليها بصوت عال 
بت وجد إنتي يابت وقفي عنديكي 
افتعلت الهلع ورددت وهي تمتثل الخۏف 
بسم الله الرحمن الرحيم ايه ده هو إنت ياابو عمران اټخضيت والله 
ثبت عصاه أرضا وهتف باستنكار
وه شفتي عفريت ولا ايه ! رايحة على وين بكير إكده ياوجد مش عوايدك تصحي بدرية اكده وتخرجي كمان 
مطت شفتيها بدلال واجابته
هو إنت كنت تعرف عوايدي مېتي ومن مين 
أني بحب أصحى بدري وأتمشي ساعة الصبحية داي وبالمرة أجيب طلباتي اللي نقصاني وياي واني راجعة 
وتابعت حديثها المصحوب بالدلال وهي تدعي الحزن 
مانت عارف بقي اني واحدنية ومحدش بيقضي لي حاجتي غيري 
اقترب منها بخطوات قليلة وأردف بصوت أجش وهو متأثر بحديثها 
خلاص يابت كلها شهرين بالكتيير وعمران ولدي هيتجوز واحنا وراه طوالي ومهتبقيش وحدانية يازينة الصبايا 
اقتربت هي الأخرى بخطواتها وكادت أن تتلامس عبائته الواسعة وهتفت بنفس الطريقة
بجد ياحاج سلطان 
اني قلت أنت خليت بوعدك وياي ومبقتش رايدني 
رفع حاجبه باستنكار وردد بنفي
كيف إكده هو فيه حد يرفص النعمة بيدة يابعيدة إنتي بس كل الحكاية أطمن على ولدي الأول وبعديها أشوف حوارنا ونتتموا الجواز على خير 
عندما ينطق إتمام زواج عمران تزداد نا را ويشت عل داخلها وتريد أن تطبق على رقبتهم جميعا تمي تهم عدا عمران حبيبها ومعشوقها الأول والأخير ولكن هي كالحرباء تغير لونها تمويها لعدوها وعيناها وسط رأسها تري جميع الاتجاهات كي تصوب سه مها ببراعة وتن قض على فريستها فهدأت داخلة وتلون وجهها بالخجل المصطنع فمن ينظر إليها يشاهدها خجلة ولكن تلك علامات الڠضب الساحق التى ارتسمت على وجهها ولكن خبأتها ببراعة داخل كلماتها لذاك الشائب
اني قلت أنك رايدني النهاردة قبل بكرة ومهتقدرش على الانتظار وكل يوم أقول هياجي حداكي يابت ياوجد ويسبق بالجواز ويخيب أملي وانام ودمعتي على خدي 
وأكملت بدمع زائف 
فيها ايه يعني لو نتممو زواجنا قبل ولدك هيجرى ايه عاد 
اتسعت عيناه باستنكار وردد برفض قاطع
له مهنعملش شي واصل قبل فرحة ولدي
الوحيد اصبري يابت فات الكتييير مابقى إلا القليل متتعجليش بالخير باقي هبابة وقت وتنولي المراد 
هزت كتفها وابتسم وجهها وتحدثت بسعادة مفتعلة ككل حديثها
وإنت كمان مهتنولش المراد 
ده أني هدخلك الجنة على الأرض وهدوقك شهد وجد وهنسيك اسمك وسنك وهرجعك ولا أحسنها شاب في التلاتينات بس أنت عجل ياحاج 
استطاعت أن تثير داخله بدلالها وتمكنت من اقټحام قلب ذلك الشائب وانخرط ورائها دون أي حسبان لأي اعتبارات وردد مفاجئا إياها 
لااا كتير اكده على يابوي بت ياوجد اعملي حسابك كتب كتاب ولدي كمان يومين واحنا بعديه بسبوع طوالي خلاص داي اخر قرار عندي 
انفرجت أساريرها فور ان نالت مرادها فألقت الفتيل الذي سيشعل الني ران في ذاك المنزل وبالتحديد في قلب عمران الذي يعشق والدته وقررت الابتعاد عنهم طيلة الأسبوع حتى لايشك في أمرها أحدا فقد نفذت ماتريد ثم التفتت حولها يمينا ويسارا واستئذنت منه المغادرة 
طيب اني همشي بقي علشان محدش ياخد باله من وقفتنا في الوقت ده عاد ويجيبوا سيرتي بالباطل واني منقصاشي أني قافلة داري علي وكافية خيري شړي فوتك بعافية ياحاج 
ردد سلامها 
وإنتي من أهلها ياوجد 
وتوجه كل منهم إلي طريقه بقلب يدق دقات مختلفة فدقاتها انتصار بأنها ستكن بجانب عمران ولن تجعله يسعد فهي لن تطوله ولكن لن تهنئ غيرها عليه ج أما دقاته هو بامرأة تعيد شبابه دقات مختلفة مستنكرة على ذالك الشائب 
انتهت الاختبارات لدي كل من رحمة ومكة 
اليوم ستذهب رحمة كي تواصل عملها بمكتب ماهر الريان ولكن يوميا وبشكل مستمر فقد أنهت دراستها وتفرغت لأولى مشوارها المهني وصلت إلى المكتب في الساعة
الثانية ظهرا قبل موعد وصول ماهر بساعتين 
فقد اشتاقته كثيرا ولكن دون أن توضح له أما هو يعاند حاله كثيرا فطيلة فترة
غيابها يشعر بنقصان بدونها ولكنه لم يهاتفها مرة واحدة مما جعلها تحزن دلفت إلى مكتبها ونظرت إليه بمحبة فقد استوحشت أوراقه وقضاياه ثم دلفت الي مكتبه ومان إن رأت صورته الموضوعة على مكتبه
نظرت إليها بتعمق نظرة عيناه فيها غموض مثير لاهي مبتسمة ولا هي حزينة 
لاهي مخيفة ولا هي خائڤة مختلف انت يارجل ماذا ورائك 
أقسم برب السماء وأشهده انك اقټحمت أسواري ولكن سأبدل نظرتك الغامضة إلى واضحة سأجعلك تنطقها دائما وأنت لاتريد سأستخدم معك مكر حواء كي تلين 
وقفت متسمرة مكانها ترى الصورة والمكتب بأكمل وهي تتشبع منهم قدر الامكان 
ثم نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط وجدت أنها شردت كثيرا بدأت في مهامها بالمكتب وبعد أن أنهت ترتيب الملفات قررت أن تغير من نظام المكتب كي تعطي طاقة متجددة للمكان 
بعد نصف ساعة نظرت إليه باستحسان ثم قامت بتشغيل الجهاز المعطر للمكان وأزاحت الستار من على الشباك ودخلت شمس النهار أنارت المكتب وأدفئته ثم خرجت إلى مكتبها وبدأت في عملها 
بعد قليل دلف كل من ماهر وجاسر ابن عمها ويبدوا أنهم عائدين من إحدى الجلسات 
دلفا إليها وألقى جاسر السلام على ابنة عمه أما ماهر فور أن رآها أحس بشعور الاحتواء ونظر إليها بعيناي طفل فقد أمه ولكن من تحت نظارته السوداء القاتمة فهو انتقى ذاك النوع من العدسات خصيصا كي لايري أحدا نظرة عيناه 
ثم هتف مباشره دون سلام أو كلام 
بلغي الشؤون المالية تصرف مكافئة للمتر جاسر وإنت تعالى معايا على المكتب 
غمز لها جاسر بعيناه مع ابتسامة نامية على وجهه ودلف وراءه رأى ذلك الماهر تلك النظرة فور أن دلف مكتبه وعيناه نظرت إلى الكاميرات مباشرة وشعر للمرة الثانية بالڠضب الشديد الذي لم يفسر معناه إلى الآن 
أما هي ابتسمت على مشاغبة ابن عمها وأصبح الآن الذراع الأيمن لماهر في مكتبه 
جلس جاسر أمامه مرددا بامتنان
مش عارف أشكرك إزاي يامتر على المكافأة مكنش ليه لزوم نكلف سعاتك يافندم 
أدار بالكرسي يمينا ويسارا وهتف 
مفيش شكر ياجاسر إنت النهاردة اديت مرافعة في المحكمة تستاهل ولازمن تاخد مكافئتك عليها وبزيادة كماني انت قدرت تثبت براءة الراجل من القضية من خلال شعرة القاټل الحقيقي ودي ثغرة محدش يتوقعها إلا محامي كبير وأنت ماشاء الله بقيت مكار القضايا ياجاسر 
حسس جاسر على صدره وهو يردد بامتنان
كله بتوجيهات سعاتك يافندم وكلها حاجات اتعلمناها منك أنت الأب الكبير لينا ياماهر باشا 
هز ماهر رأسه بإشادة ثم أعطاه ملفا لقضية العمال المنفصلين قسرا من وظيفتهم وهو يدلي تعليماته
اتفضل يامتر دي قضية العمال اللي انفصلوا من مصنع الحديد والصلب اجبارا لان الشريك اللي أخد المصنع مش عايزهم عايزك بقي توريني همتك وترجع للعمال دي حقها ومكانها في المصنع وعايزة اعرفك على حاجة كمان إن القضية دي مفيهاش أتعاب العمال دول غلابة وقصدوني وكانو هيبيعو اللي حيلتهم علشان يوكلوني بس أنت عارف لينا قضيتين تلاتة في السنة لله واني حابك تاخد إنت الثواب وكمان القضية دي لو كسبتها هتفتح لك
طاقة القدر أولا لأنها لربنا وثانيا لأنها بقت راي عام يالا يابطل وريني همتك 
أخذ منه الملف واحتضته بين يداه بسعادة غامرة وردد 
متقلقش يافندم هبذل قصارى جهدي وبإذن الله هرجع للعمال دول حقوقهم على داير مليم والله المستعان ومننحرمش من كرم سيادتك يافندم 
ثم أكمل حديثه مستئذنا
هستئذن اني تؤمرني بحاجة تانية ياباشا 
حرك رأسه بنفي
لا اتفضل على مكتبك تابع اللي معاك ومتشغلش وقتك بشغل المكتب هخلي رحمة تكلف كل واحد بقضيته ومتنساش الميتنج بتاع بالليل مع الدكتورة عاليا ميعادنا النهاردة 
استمع إليه بتركيز ووعده بأنه لن يتأخر ثم انصرف وأغلق الباب خلفه استند ماهر بجسده على الكرسي وهو يدلك رأسه من الم الصداع ثم لفت انتباهه رؤية جاسر ورحمة يتحدثون بابتسامات عريضة على وجوههم ومن حركة شفاه لها استنتج أنه يداعبها وهي تستجيب لخفة ظله معها ولكن هو ابن عمها وفي منزلة أخيها لذالك لن يقدر على محاسبتها أو ملامها أحس بوخزة في قلبه وعيناه ترتكز عليهما ولم يستطيع تفسير تلك الوخزة ظل منتبها معهما حتى غادر جاسر وعادت هي الي عملها وجد نفسه يرفع سماعة الهاتف مرددا بصوت متعب 
تعالي حالا 
شعرت بالإجهاد في نبرة صوته فتركت مابيدها ودلفت إليه وجدته مسترخيا على الكرسي مغمض العينين بإرهاق فوقفت أمامه مرددة 
حضرتك كويس يافندم 
أجابها وهو على وضعه 
لا مش كويس اتفضلي اقعدي 
عرضت عليه
 

تم نسخ الرابط