من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطميا يوسف
المحتويات
على شفتيه السفلى مرددا برفض مماثل
ليه مينفعش ليه تعملي فينا كدة قلت لك مش محتاج اكتر من فرصة واحدة بس علشان أثبت لك إنه هينفع والله هينفع
على نفس نمط كلامها ورفضها لتلك العلاقة
كل حاجة بتقول إنها علاقة مش هتنجح وأني مش عايزة اكده أني عايزة اللي أكمل معاه حياتي يبقى شبهي علشان ممشيش طريق معرفش أرجع منيه لو تهت وانت ساعتها مش هتعرف ترجعني
متنكريش انك حبتيني يامكة أنا شفت نظرة الحب في عنيكي النهاردة شفت نظرة الغيرة عليا من اللي كانوا حواليا
واسترسل بغرام كي يجعلها تشعر ما به
تعرفي مكنتش شايف غيرك النهاردة في كل دول مكنتش مركز في اي حاجة ولا مع أي حد غير اني أفك شفرات نظراتك كل ثانية
لسانها مازال يردد بتصميم
لأ لأ لأ يا آدم هقدر وهبعد وهسيطر اني لسه في البداية
ضحك بسخرية من أنانيتها قائلا بنفي
ثم سألها كي يسمعها منها صريحة ويجبر قلبه الذي انكوى
إنتي حبيتيني يامكة زي مانا ماحبيتك وقبل ماتجاوبي اعرفي إن الكذب حرام وانتي بنفسك أدرى الناس بكدة وياريت تردي عليا وخليكي شجاعة إنتي حبيتيني ياحبيبتي
اهدي بقى اهدي والله العظيم حرام اللي بيحصل لنا ده دموعك بيق طعوا
في قلبي وبيع ڈبوني اكتر مانا متعذب
ظلت على حالها دون جدوى ودون مفر من البكاء ثم أغلقت الهاتف ورمته بجانبها وارتمت على تختها تبكي
انتهى اليوم على الجميع وأتى الصباح يحمل في طياته أقدرا لا يعلمها إلا رب السماء
فقد مرت ليلتهم بسلام نظر إليها وتعمق النظر و فجأة
وجدها تبتسم في نومها مرر أصبعه على وجهها بحنو وأرجع خصلات شعرها المنسدل بإهمال على وجهها ثم هبط بوجهه بجانب أذنها هامسا
مش كفاية نوم ياعروسة ولا ايه مكنتيش بتنامي في بيتكم
وجدها تتململ في نومها فرفع يداها وقبلها بوله كي تستفيق ويستقر جفن عيناها داخل عيناه وهو يهمس لها مع كل قبلة
له اهدي شوي وبراحة اكده علشان عمران مهيتحملش الدلال والجمال ده كلياته
استمعت سكون إلى تلك الكلمات وأخيرا فتحت عيناها وسكنت داخل عيون عمران الذي رأته مثبتا نظراته عليها ولم يحيد عنها قائلة بخجل
صباح الخير ياعمران انت صاحي بدري ليه
قبلها من وجنتيها بنهم ورد صباحها بدعابة
صباحين وحتة ودلع وكلام واحد خلع والتاني نام
ضحكت ضحكة مائعة أثارت غريزة ذاك العمران على مشاغبته وطريقة كلامه ثم أكمل هو بعتاب مصطنع
له بس اني زعلان منيكي ياسكون
اعتدلت في نومها ثم سألته باندهاش
وه واني
عميلت ايه ياعمران يزعلك مني ده إحنا لسه بنقول ياهادي
داعب خصلات شعرها بأنامله وأجابها بعيناي تأكلها من شدة شغفه بها
في واحدة يوم صباحيتها تقول لجوزها صباح الخير ياعمران !
هو ده اللي مزعلني منيكي
رفعت حاجبها باندهاش من استنكاره بعد أن وقع قلبها بين يداها فعقب هو
ايه مالك مستغربة اكده ليه هو مش من حقي ازعل منيكي لما اكون عريس وأجي أصحي عروستي وتصبح عليا باسمي !
تبدل اندهاشها إلى ابتسامة ارتسمت على وجهها فجعلت صباحه أسعد مايكون
ثم أمسكت يداه وقبلت كلتاهما من باطنها وهي تردد بعشق خاص لذاك الحبيب الذي أسمته في قلبها حبيب العمر ثم أردفت مع كل قبلة
صباح الخير يا عمري أنا صباح الخير ياعشق سكون وروحها اللي بتتنفس عمران وبس ومفيش غيره
تعرفي اني ربنا بيحبني علشان رزقني بيكي وبدعي ربنا ليل ونهار يحفظك ليا ويبعد عننا أي أذى وعارفة كمان بتمنى ايه
شددت تلك الأخرى على احتضانه ثم أجابت بدلا عنه
نفسك أننا نعيش معزولين عن الناس والكون كلياته لجل مانشبعوا من بعض نفسك محدش يروح ولا ياجي ولا يحكي لنا ظروفه ولا بلاويه
علشان ميعكرش صفو البدايات بتاعتنا صوح ولا اني غلطانة ياعمراني
وعرفتي منين بإن داي هي اجابتي ياسكون
قد اكده بتقري عيون عمران ! قد اكده ډخلتي جوة قلبي ومشاعري وعرفتي عمران رايد ايه وزاهد ايه ! إنتي ازاي عشقك متعمق اكده ياحبيبي
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وهي تحاول انتظام أنفاسها في قرب العمران
يعني عشقتك سنين قبل ماعرفك وكنت بتابع أخبارك أول بأول على الفيس وكنت كل كلمة تكتبها أحفظها واي حاجة كنت بتكتب انك مش بتحبها أعود نفسي اني محبهاش لجل أعيش وياك أحب اللي تحبه وأكره اللي تكرهه علشان نبقى واحد وكيان واحد ياعمران
تناقلت عيناه بين شفاها وهي تتحدث وعيناها وهي تنظر له بعشق وليداها وهي تحتضن رقبته وتشعرها بتملكها له ولم يعرف بما يجيب على عشقها الفريد من نوعه له والذي يتغلغل في أعماق روحه وكيانه يوما عن يوم إلا بأن يختطفها إلى رحلة من الغرام يخطفها معها من الزمان ولن يضيع سحر اللحظة قبل أن يختمها بختم العاشقين وبالتحديد عشق العمران والسكون
بعد مرور بضعا من الوقت استمعا الى دقات الباب وكانت سكون تؤدي حينها فريضة الظهر وهو كان واقفا يصفف شعره أمام المرآة ثم خرج وفتح الباب وجدها والدته وأخته رحمة التى دارت بأعينها في المكان تبحث عن سكون وهي تنادي بمشاغبة
سكون سكون فينك ياعروسة اظهر وبان عليك الامان
ثم اقتربت من أخيها واحتضنته وهي تبارك له
ازيك ياعريس امبين عليك الجواز والرواق ياخوي
هنا تأففت زينب وكبرت في وجهها
الله اكبر عليكي وفي عنيكي مش هتبطلي الطبع
العفش دي يابت إنتي
كيفك ياولدي مبروك عليك عروستك ياحبيبي ويجعلها عروسة السعد والهنا
خرجت سكون بطلتها الجميلة الهادئة وهي تفتح ذراعيها واحتضنت زينب قائلة
منورانا ياماما الحاجة
شددت زينب من احتضانها وهي تبارك لها
بنورك ياعروسة الغالي ياللي وشك كيف البدر المنور ماشا الله ماشا الله عليكي يابتي يازين ما ربت ماجدة
أما رحمة ذهبت وقرصتها من ركبتها قاصدة مشاغبتها
قالو لي أقرصك من ركبتك علشان أحصلك في جمعتك يامرت أخوي
ضحكن الاثنتين بسعادة وهن تحتضان بعضهن واستمعن إلى زينب تنهرها
وه وه ياقليلة الحيا إنتي ! اتحشمي يابت تك ضړبة في معاميعك مش مختشية مني ومن اخوكي يابت إنتي
وظلوا يتسامرون في جو ملئ بالسعادة والرضا ولكن هل ستظل الابتسامة مرسومة على وجوههم أم ماذا يخبأ لهم القدر من نكبات تعكر صفو حياتهم
فلنرى ماذا جرى في رحلتنا القصيرة رحلة خلق الغرام من نبض الۏجع
القاسې
مر أسبوعا على تلك الأحداث الكل يعيش نوعا من الاستقرار النفسي وكأن الزمن قرر اعطائهم هدنة كي يستعدوا لنكبات القدر فمكة استعانت على ۏجعها بالقرآن والصلاة كي تهرب من عشق آدم ولكن العشق بوجعه قد قدر لها ولكنها تحاول الاستقامة كي لا تفسد التزامها وقررت الاستقالة من المحطة الفضائية وقامت بحظر آدم من جميع الجهات التى يمكن أن يصل بها إليها
وسكون تعيش أجمل أيامها مع عمران كما أن الجميع أحبها ودخلت قلوبهم من عشرتها الطيبة فقد أثرت عقولهم جميعا
أما وجد فهي تبتعد عنهم منتظرة أن تجد فرصة كي تخرج وتذهب إلى تلك المشعوذة كي تعطيها المال والأخرى تبدأ في محراب ش رها الذي يستعيذ من الإنس والجن
أما مها استيقظت على هاتفا من المشفى يخبرونها بأن زوجها قد أفاق من غيبوبته
فردد داخلها من جديد
مهلا أيها الۏجع لقد عدت من جديد فاربطي ايها النفس رباط الصبر من حديد واستعدي لتلك المعركة التي ستدلفيها بقلب عنيد أيتها المها
استعدت للذهاب إلى المشفى وداخلها مشتت لايعرف ماذا يفعل مع ذاك المجدي فهي قد قررت أن لاتعود لمنزله مرة أخرى ولكن هو في شدة ولو تركته سيتحدث الصعيد بأكمله عن قلة أصلها وتلك هي مسيرتها منذ أن تزوجت ذاك المجدي الإجبار على كل شئ
ذهبت إلى المشفى وقبل أن تدلف إلى الغرفة المتواجد بها بعد أن أخبروها بإفاقته وضعت يدها على قلبها كي تستعد رؤية ذاك المجدي
دلفت بأقدام كارهة المكوث بجانبه فقد كرهته وانقضى الأمر أما ماتفعله الآن مجرد مراسم كي تسكت أفواه الجميع عنها
ألقت السلام بفتور ووقفت في مقابل عامر أما مجدي كان يردد بنبرة متقطعة من أثر التعب
انى مش حاسس برجلي ولا بجسمي كله اني ايه اللي جرى لها يامها حد يرد علي ويفهمني مالي
أما عامر كان واقفا وعلامات الأسى على وجهه من ما قصه عليه الطبيب فقد أخبره أن الحمى التى جائته جعلته أصيب بالشلل وهنا كانت الصدمة له فأخيه لم يعد يمشي على قدماه مرة أخرى
ثم تحدث مجدي معتذرا بندم لمها الواقفة في صمت
حقك عليا يامها حقك عليا اني مررت عيشتك ومكنتش ليكي الزوج اللي ياما لمتيني وعاتبتيني علشان يبقى موجود وكان عامل ودن من طين وودن من عجين
حقك عليا سامحيني ياأم الزين واعملي حسابك بعد ربنا ماياخد بيدي نرجعو بيتنا وهعمل كل اللي نفسك فيه
اتسعت مقلتيها بذهول وحدسها لم يصدق ماستمعت إليه فحقا مجدي يعتذر ! حقا مجدي سيتغير ويصبح رجلا في عينها !
يالهي ماسمعته أذناى صدقا ! ولكن عجيب أنت أيها القدر لقد كرهته لقد نفرته ماعدت أراه غير معذبي غير صورة مشوهة قضت على ملامحي الجميلة
فانطلق لسانها قائلا بفتور
بعدين يامجدي مش هنتكلم فيه الموضوع دي دلوك لما ترجع البيت بالسلامة وقتها يحلها الحلال
وجدته لم ينتبه إلى كلامها وخلد في نوم عميق ولم يسمعها ففهمها عامر
الدكتور مديله حقن في المحلول وأكيد فيها منوم تعالي نخرج تحت في الجنينة عايزك في موضوع مهم
أدارت وجهها للناحية الأخرى وهتفت برفض
مفيش بيني وبينك كلام ولا مواضيع
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة
الموضوع اللي عايزك فيه يخص مجدي وملهوش علاقة بأي حاجة تانية
بدون أن تنظر إليه حملت حقيبتها ونطقت حرفين
متابعة القراءة