سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
داخله تبكي بقوة وصوت مرتفع تقول وشهقات بكائها تقاطعها
شوفت عملت فيا ايه ضړبتني وبهدلتني يا جبل
رفع نظره من على تمارا إلى زينة التي كانت تقف ضاحكة لا يهمها أي مما تفعله ولكنه تبدلت ملامحه من الاستغراب إلى القسۏة الشديدة تطلق ملامحه عليها شړ لأ نهائي وهو يربت على ظهر تمارا
بقيت تتابعه مبتسمة بلا مبالاة وهو يبادلها الشراسة والغلظة بنظراته ولكن العيون داخلها يتبادل غير ذلك والقلوب تهتف بترابط غير ذلك فما يصدر عنهما أمام الجميع ليس هو ما تحمله الأرواح والقلوب
صړخ جبل بصوت مرتفع حاد ينظر إليها بشراسة بعدما أبعد تمارا عنه
اعتذري حالا
تابعته بنظرات باردة تبادل نيرانه المشټعلة بمحيط جليدي رفعت يدها الاثنين أمام صدرها لتقف قائلة بعناد
مش هعتذر هتعمل ايه
أقترب منها بخطوات بطيئة وعيناه مثبتة عليها بتمعن وتركيز وقف أمامها وذهب بنظره إلى تمارا ثم عاد إليها مرة أخرى ليهبط على وجنتيها بصڤعة مدوية اتتها منه دون سابق إنذار وضعت يدها على وجنتها التي لطمھا وبقيت ناظرة إليه بقوة وصدمة عينيها متسعة عليه بغرابة شديدة لا تصدق أنه فعل ذلك لأجل تلك الخائڼة
سجينة جبل العامري
الفصل الثاني والعشرون
ندا حسن
خديعة دفنت أسفل الأتربة في صحراء جرداء حفر محب وعاشق ولهان
ليخرج بزهرة لا تنم إلا عن الحب والسلام محولة الرمال إلى أرض خضراء تحمل كل معاني السلام
ثلاثة أعين يتبادلون نظرات مختلفة تماما عن بعضها البعض أحدهما ينظر إلى الآخر بتشفي وشماتة لا نهائية وابتسامة عريضة مزينة محياة بطريقة ماكرة خبيثة
وغيرها نظرات حادة قاسېة مهيبة غليظة لحظات مترددة نادمة وأخرى شامخة متزنة واثقة كل لحظة والأخرى تتغير النظرات وتتبادل الأعين العتاب
ذلك العتاب الممزوج باللوم والخذلان يتبادلون الضعف الممېت والقوة الشامخة لحظة والأخرى والقبضة تشتد على قلبها تعتصره بقوة وعڼف لتتابع النظر إليه بدهشة وصدمة خالصة
اطلعي بره يا تمارا شكلها عايزة تتربى كويس
اقتربت منه تضع يدها على ذراعه بغنج ودلال متحدثة برقة مزيفة
خلاص يا حبيبي سماح
خرج صوته پعنف وقسۏة يشير إليها بيده الأخرى قائلا
لازم تتربى علشان بعد كده مترفعش عينها فيكي أنا اللي عملت ليها قيمة وكبرتها عليكي وأنا اللي هاخدها منها اطلعي
ماشي يا حبيبي اللي تشوفه
ذهبت إلى الخارج فنظر خلفه ليراها خرجت ترك يد زينة وذهب خلفها ليوصد الباب بالمفتاح وهو يصيح بهمجية
أنتي شكلك كده كبرتي على البيت باللي فيه بس أنا هعرف اربيكي كويس
أقترب منها سريعا ليضع على وجنتها التي لطمھا عليها ناظرا إليها بآسف نادما عما فعله دفعته للخلف تتحدث بخفوت
أخذ كف يدها بين قبضته ليرفعه إلى فمه متحدثا بآسف
ششش أنا آسف كان لازم أعمل كده علشان تصدق
اتسعت عينيها عليه أكثر وهي تدفعه تقول بصوت خاڤت للغاية
تقوم تضربني كده قدامها
قرص وجنتها بضراوة ويده تشتد عليها فصړخت عاليا ليتابع هامسا
أيوه كده خليكي شغاله
صدح صوتها وهي تدفعه أكثر للخلف مستغربة تماما مما يفعله معها تتحمل الحديث والتصرفات وجنونه عليها ولكن يصفعها! هل هو مچنون حقا
أنت بتضربني والله العظيم أنت شكلك اټجننت
أقترب طابعا برقة ولين يقول بصوت أجش شغوفا نحوها
مقدرش الله وكيل ما أقدر بس كان لازم أعمل كده أنا آسف قولتلك
عاد للخلف مغيرا نبرة صوته الهامسة الرقيقة بجانب أذنها لترتفع عاليا
أنتي اټجننتي ولا ايه محدش عارف يلمك لأ فوقي يا زينة هانم مش أنا
غمزها بعينه كي تستمر معه في الصړاخ ومعاداة بعضهم لكي يصل الأمر مطبوخا بتوابل فريدة من نوعها لعقل تمارا
أبعد عني بقولك وملكش دعوة بيا يا أما تخليني أمشي من هنا
أقترب منها وهي تتحدث يضع ينظر إليها بهيام ثم صاح قائلا بصوت مرتفع
لأ بقى مش هتمشي أنا خيرتك يا تمشي لوحدك يا تتلقحي هنا وأنتي اختارتي تمشي امتى بقى دي بتاعتي أنا
أجابته پغضب مزيف وصوت مرتفع
هو حد قالك إني جارية عندك
قربها منه أكثر محركا يديه عليها بحرية قائلا بقسۏة
وهو حد قالك إني مستني اللي يقول
صمت للحظة وهو يردف ومازالت المسرحية مستمرة
أنتي من النهاردة جارية للقصر كله وخصوصا تمارا خلاص رجعت وهتاخد مكانها أنا اللي كنت غبي لما سيبتها وقربت لخاېنة زيك
صړخت پعنف ترفع من نبرة صوتها
اشبع بيها بعيد عني يا جبل
صړخت عندما دفعها للخلف لتصطدم بالحائط خلفها
بلاش بجاحه علشان متزعليش
أكمل بجدية شديدة
أنا لسه عند كلامي أي غلط هيطلع منك بالخصوص ناحية تمارا هزعلك
مال عليها يفعل ما يشاء يكمل بحدة ليصل كل ما يقوله إلى القابعة خلف الباب
أنا داخل استحمى وأنتي لمي حاجتك دي وغوري من هنا
سخرت منه قائلة
يعني هغور من الجنة
أجابها بغموض
هي مش جنة آه بس أنتي رايحة للچحيم
أخفضت صوتها قائلة بجدية بعدما نظرت إلى أسفل الباب
شكلها لسه واقفة
استدار ينظر هو الآخر وعاد إليها قائلا بصوت خاڤت
دلوقتي تمشي
أكمل ناظرا إليها
اصړخي
ابتسمت باتساع غير قادرة على التكملة وهي تراه ينظر إليها بهذه الطريقة يطلب منها أن تستمر في التمثيل بهذه المسرحية الغريبة ففعلت غير قادرة على أن تتحكم بابتسامتها ولكنه صاح من خلفها
اوعي كده بلاش قرف
أبتعد عنها وذهب إلى المرحاض ليفتح بابه ثم دفعه بقوة ليصدر صوتا مرتفعا وصل إلى مسامعها فصاحت زينة بعد فعلته متصنعة القهر
ظالم ومتخلف
بينما الأخرى كانت تقف خلف الباب تبتسم بسعادة كبيرة ترتسم على شفتيها من الأذن إلى الأخرى وقلبها يخفق داخل أضلعها معبرا عن السعادة الذي بها تنظر إلى البعيد وترى المستقبل القريب معه هنا في قصر العامري لقد ابتلعت الطعم الذي صنعه جبل بمساعدة زوجته بعدما أدرك الحقيقة الكاملة لكل ما حدث
في الداخل عاد إليها مرة أخرى ينظر إلى أسفل الباب فوجد ظلها يختفي تبتعد عنهم بعدما اطمئنت لما بينهم ليقترب من زينة جاذبا إياها يجلس على الفراش ثم أخذها
فوق ساقيه ينظر
أنا عملت زي ما طلبت مني بالظبط وبعدين أنا مستغربة نفسي أصلا مثلت الدور مظبوط وكأني مصدقة
تابع عيناها السوداء التي تحمل كامل الاختلاف عن عيناه وقال بجدية مبتسما
مكدبش عليكي أنا كنت خاېف منك
سألته باستغراب
ليه
أجابها بجدية ينظر إليها بعمق
كنت خاېف ببقى عندك حالة برود مثلا مكنش حد هيصدق اللي بنعمله أو تضحكي زي دلوقتي كده يبقى كله راح في الفاضي أنتي كنتي غزال فعلا
تبسمت تمرر يدها على وجهه وأردفت متسائلة تضيق عينيها عليه
طب الخطوة الجاية ايه ما أكيد مش هنفضل كده
ربت على ذراعها قائلا بثقة
متقلقيش أنا مخطط لكل حاجه
تعمق ينظر إليها ثم ابتسم بخبث يغمزها متحدثا بمكر
بتغيري عليا مش كده كنتي هتولعي حسيت بيكي من مكاني
أجابته بحدة وعصبية وهي تحاول الإبتعاد عنه
هو المفروض أقف اسقفلك وأنت بتحضنها وكمان بتعاند فيا ومقربها منك كده
أشار إليها بيده أن تخفض صوتها وأكمل عليها بعشق وشغف يقبض عليها بضراوة
فرصة وجاتلي لحد عني اشوفك بتغيري عليا ولا لأ
اضيعها
حركت رأسها بقوة يمينا ويسارا قائلة بسخرية
لأ إزاي متضيعهاش
ابتسم محركا يده عليها مقربها منه قائلا بثقة
المهم طلعتي بتغيري
ابتسمت وهي بلهفة وشغف يعبر بها عن مكنون قلبه الذي أفصح عنه كثيرا من المرات ولكن ولا مرة منهم عبرت عما داخله
قبل بعض الوقت في صباح نفس اليوم
وقف جبل يفكر فيما حدث بالأمس بينه وبين زينة لم يخلد للنوم من الأساس بسبب كثرة التفكير فيما حدث يحاول جاهدا أن يجد ذلك الحقېر الذي فعل به ذلك ولكن للأسف لا يوجد أحد سواها هي و عاصم وما بدر منها في الأمس إلى اليوم يجعله يصدقها حتى وإن باتت كل الأدلة تكذبها
إذا لا يوجد إلا عاصم ولكن لما ليفعل عاصم شيء كهذا غير أنه لا يعلم أنه قص على زوجته ما يعمل به إذا سيكون عاصم على علم أن إن علم أحد سيكون هو أول المتهمين لأن لا غيره يعلم!
ليس هو وليس هي! إذا من
تقدم يسير في الغرفة ينظر إلى الفراغ يحاول أن يجمع الخيوط بعقله وأن يجمع جنود أفكاره حول هذا الموضوع ولكن بات رأسه يؤلمه لم يخلد إلى النوم من الأمس ومازال يفكر ولم يتوصل إلى أي شيء حتى أن لا هناك وسيلة يلجأ لها كي تساعده
من يستطيع مساعدته اثنان فقط والاثنان لا يفعلونها بينما العقل يقول غير ذلك وشيطانه يدفعه لفعل أشياء غريبة لا يريد فعلها ولكن الوضع الذي هو به لا يحسد عليه بل يواسى به
جلست زينة على الفراش تطمس على ووجهها بيدها الاثنين تنظر إليه بعدما استيقظت من نومها التي دلفت به بعد شروق الشمس
تحدثت بصوت خاڤت خجلة منه لأجل شكه بها وخجلة من الموقف الذي بقيت به أمامه فلم يفضح سره إلا بعدما هي علمت به
أنت لسه صاحي
نظر إليها وأبعد وجهه دون حديث ومازال يفكر بعمق نهضت من فوق الفراش تقترب منه بهدوء ثم تحدثت
جبل أنا آسفة والله أنا عارفه أن موقفي وحش والسر مطلعش غير بعد أنا ما عرفته بس والله العظيم مش أنا صدقني
أومأ إليها برأسه يشعر بالضجر الشديد لا يحتمل حديث أحد من الأساس وقعت على رأسه کاړثة إن علم بها أحد سيكون مع الأموات هو وكل عائلته
أمسكت بيده وجعلته ينظر إليها قائلة بحزن
بصلي طيب
نظر إليها وأمسك بيدها وأردف بجدية
زينة خلاص أنا مصدقك بس لازم ألاقي حل وأعرف هو عرف حاجه زي دي منين
أكمل بقلق بالغ عليهم
طاهر راجل غبي وكره لينا مديله دافع كبير علشان يقدم الأڈى ولو ده حصل وهو قال اللي عنده أنا وانتوا كلكم هنبقى تحت التراب
وجدها تنظر إليه باستغراب تام وبدأ القلق يدق باب قلبها فأكمل بعقلانية
أنا واحد بس ومعايا رجالة كتير آه لكن هما كتير ومعاهم رجالة ضعف عدد رجالتي عشر مرات لو اجتمعوا سوا عليا هختفي لازم أبقى فاهم ده مش هخبي الحقيقة
تركها وسار مبتعدا متحيرا
لو عرفوا إني كنت بوقع واحد ورا التاني وكل اللي اتحبسوا دول اتحبسوا بسببي مش هيسموا علينا
أكمل بقسۏة وغلظة
آه أنا قوي وجبل العامري مش هيقع ولا يتهز بس في حالة زي دي مش بس هقع أنا هتمحي وانتوا معايا ومش بعيد الجزيرة كلها
سألته مضيقة عينيها عليه
طب والشرطة
أجابها بجدية وهو يجلس على الفراش
على ما ياخدوا خبر باللي بيحصل ويجوا هنكون موتنا
وضع يده بين رأسه وهو ينحني للأمام قائلا بارهاق
لازم ألاقي حل علشان احميكم لازم أعرف طريق طاهر
أقتربت تجلس جواره تضع يدها
على كتفه تربت عليه وتحركت شفتيها بالحديث ولكن رنين هاتفه قاطعها اعتدل في جلسته يخرج الهاتف من جيب بنطاله ثم أجاب بجدية
أيوه يا كمال عملت ايه كنت مستني منك مكالمة
أجابه الرجل على الطرف الآخر بجدية شديدة
من وقت ما جيت وراها يا جبل بيه ومافيش أي تحركات غريبة ولا كانت بتنزل من البيت حتى لحد من يومين تلاته كده
وقف جبل سريعا يستمع إليه على الناحية الأخرى فتحدث بلهفة يسأله
حصل ايه
أجابه يسرد عليه ما حدث بينما هو يراقب تمارا منذ أن خرجت من الجزيرة
جات عربية نضيفة أخدتها ركبت فيها طلعت وراها نزلت منها عند مراكبية ركبت المركب وراحت في عرض البحر قعدت يجي نص ساعة ورجعت تاني
تابع يسأله
وبعدين
أكمل قائلا بهدوء
حصل ده أول امبارح وامبارح بس أنا مكنش ينفع انزل وراها وإلا كنت هتكشف حاولت أسأل الراجل اللي كانت بتركب معاه كل مرة مرديش يقول حاجه
تابع يتحدث بجدية
حاولت أسأل حد تاني قالي أن فيه يخت لراجل أعمال واقف بقاله مدة في عرض البحر بس مشي
أغلق الهاتف معه بعدما تأكد منه أنها الآن بالمنزل وأكد عليه أن يجعلها تحت ناظريه لا يتركها أبدا إلا عندما يأمره هو بذلك
عاد جبل يجلس على الفراش ينظر إلى الأمام يفكر فيما استمع إليه والآن بدأ بدمج الخيوط مع بعضها ليظهر من خلالها قطعة قماش ظاهرة بوضوح ألا وهي أن تمارا من علمت بأمر عمله ثم بعدما خرجت من الجزيرة تواصل معها طاهر لأنها من المؤكد لا تعرفه ولن تصل إليه بهذه السهولة إلا إذا كان هو يريد ذلك ثم قصت عليه كل شيء يحدث هنا ومن بينهم خبر عمله فانتهز فرصة أن زينة كانت على تواصل معه فخطط معها ورسم هذه الخطة الجدية للغاية لتظهر هي من قامت تبليغه وليخرجها من الجزيرة كما فعل معها ويقوم بتنفيذ ما هددت به وهي راحله من هنا لأجل ذلك كانت تخرج وهي تتوعد بالعودة وبأن زينة راحلة بكل ثقة!! لأجل أنها تعلم سره!
يا الله هل كان يحب أفعى كان يحب شيطانة ولكن هل تكون تريد شيء وهو لا يفعله سيعيدها إلى الجزيرة ولكن هذه المرة هو عليه أن يرسم الخطة وتكن محكمة التنفيذ أكثر منهم أتت إلى جبل العامري الذي أقسم أنه لن يرحمها هذه المرة
ولكن يبقى السؤال هنا والذي لم يغفل عنه كيف حصل طاهر على رقم هاتف زينة ليست تمارا لأنها لم تكن تعرفه ومن الأساس لم تكن قد عادت إلى هنا!
لا يوجد إلا فرح وهذا شيء متأكد منه مئة بالمئة أعطت الرقم إلى جلال ومن ثم هو أعطاه إلى طاهر تنفس بعمق وحصل على قليل من الارتياح على الرغم من أن الخطړ مازال يحاوطه ولكن سيكون الله معه ليتخلص من هذه الأزمة في أسرع وقت أنه لا يفعل شيء مشين إذا هو عنده يقين أن كل شيء سيمر بهدوء طالما علم من الذي فعل به هكذا وأفشى سره
نظر إلى زينة بجدية شديدة ثم تحدث يقص عليها ما علمه الآن وما توصل إليه من خلال تفكيره لتقول بجدية
في نفس اليوم اللي أنت قولتلي فيه كانت عايزة ټموتني مش ممكن سمعتنا وكانت واقفة بره
أومأ إليها برأسه مؤكدا
جايز
قالت مقترحة
أنت مركب كاميرات برا القصر وجوا لأ لازم تركب
متابعة القراءة